أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل..
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وعلى اّله وصحبه وسلم ..
أذا أردنا فعلا بناء امة وسيحصل بأذن الله, فلا بد لنا من الأهتمام بعامل مهم جدا,وهوالأعلام
وأعني بالأعلام الأعلام المعاصر, خصوصا السينما والأفلام التلفزيونية..
الأفلام صار دورها مهم ومؤثر جدا في التربية لتأثيره الكبير على المراهقين والأطفال من الجنسين, وخصوصا في وطننا العربي.
هذه الأهمية نتجت من عدة أسباب:
1) تعدد أفكار ونوعيات الأفلام (تاريخية, علمية وثائقية, درامية تعليمية, افلام شبابية للحياة الواقعية, حربية...ألخ) هذا التعدد في الأفكار يغطي كل أنواع الناس بمختلف مفاهيمهم ومختلف أعمارهم.
2) سرعة أنتشارها وتداولها,, فاليوم أحدث أفلام هوليوود ترفع على الأنترنت وفي ظرف أسبوع يصل الفيلم الى ملايين البشر.
3)السطحية في المفاهيم والمعتقدات وأنعدام القدوة الحسنة دفع الشباب الى البحث عن القدوة بأعين الغرب,فأصبحنا ننقب في حياة الممثلين والمغنيين لنقتدي بهم, أنظرلشبابنا المسلم,, ولنحسب نسبة الشباب اللذين يعرفون الدكتور راغب السرجاني مثلا (ومجرد المعرفة فقط) الى اللذين يعرفون الممثل الأمريكي براد بيت مثلا(كل صغيرة وكبيرة في حياته).
4)الأعتماد على الأفلام في تقديم الأحداث والشخصيات التاريخية أكثر من الكتب والمراجع, فتجد الغرب يروّجون لتاريخهم بطرق تجعل من هذه الشخصيات أبطال حقيقيين ,مع أن تاريخنا الأسلامي زاخر بالأبطال والمجاهدين الحقيقيين والمفروض أن يكونوا القدوة الحسنة لكن ضعف الأعلام عندنا أدى ألى أهمالهم ,بل والتشكيك في تاريخهم الحافل,,فمثلاً شخصية كالشيخ المجاهد عبد الله بن ياسين رحمه الله ,أكاد أجزم أن أكثر من ثلاثة أرباع العالم الأسلامي لا يعلمون من هو عبدالله بن ياسين(وأنا كنت واحد منهم حتى وقت قريب),, وبالنقيض هناك شخصيات كويليام والاس و ريتشارد قلب الأسد وليناردو دافنشي وغيرها من الشخصيات التاريخية تجدها أصبحت كالرموز في العالم بأسره.
5) تطور طرق الأنتاج والأخراج السينمائي وتطور طرق المؤثرات الصوتية والخدع السنمائية والتشويق في العرض مما يجذب المشاهدين للأعمال المقدمة والتأثر بالقصص ومضامينها..
كل هذه الأسباب وأكثر جعل من الأفلام دور كبير جداً في التربية والتنشئة وللأسف السينما والتلفزيون العربي الأسلامي ضعيف جدا جدا في هذه التربية ,فالأفلام العربية اليوم أصبحت بدون مغذى ولاتقدم شيئاً لهذه الأمة..
مالعمل؟؟وكيف تكون البداية الصحيحة لمواكبة هذا المجال الحساس والمؤثر جداً؟
1) الأهتمام من المسلمين الملتزمين والحريصين على بناء جيل متعلم لدينه ومتأثر بأجداده أعظم الرجال والنساء في التاريخ وجيل يرى القدوة الحسنة أمامه ,,هذا الأهتمام يكون بدراسة الأخراج السينمائي والأنتاج والتمثيل والتقنيات الحديثة بطرق علمية ومواكبة..
2) الأهتمام بدراسة التاريخ والشخصيات التاريخية الأسلامية الزاخرة بالأسامي التي يمكن أن تنتج لها عشرات بل مئات الأفلام ,, والتي يمكن _بالمواكبة والعرض الجيد_ يمكن أن تنجح بصورة كبيرة حتى في العالم الغربي ويمكن أن تحسن صورة الأسلام والمسلمين بطريقة فعالة ويمكن أن يهدي الله بها من شاء من غير المسلمين للأسلام..
3) الأهتمام المادي من الرأسماليين وأغنياء المسلمين بالأنتاج والتوزيع السينمائي والذي يمكن أيضاً أن يدر أموالاً طائلة للمسلمين يستفاد منها (الفيلم الناجح الاّن يمكن أن يدخل عوائد تصل الى ملايين الدولارات في أسابيع قليلة)
4)وأهم نقطة وأعظمها هي النية الصادقة في العمل لله تعالى وعدم التأثر بالأساليب القذرة المستخدمة عند الغرب وحتى العرب المنتجين للأفلام الاّن ,,وعدم الحرص على العائد المادي ,,هذه النية ستكون إن شاء الله الدافع القوي لنا والعون من الله سبحانه وتعالى ..
ونسأل الله تعالى على أن يعيننا على الخير كله ويرشدنا الى سبل الهداية السلام...اّمييييين
الأربعاء يونيو 17, 2009 3:54 am